القائمة الرئيسية

الصفحات

اليابان تخترع طريقة لتنظيف الفضاء الخارجي من النفايات!

© Unsplash/ NASA 

لتقليل كمية النفايات الفضائية ، قامت شركة يابانية بإبتكار حل لهاته المعضلة ، وذلك بإزالة الأجسام التّائهة من المدار حتى تُدمّر في الغلاف الجوي للأرض.


بسبب إرسال البشرية ، و لعدّة عقود ، الكثير من الأجسام نحو الفضاءالخارجي و بقاءها تحوم هناك ، تراكم كم هائل من النفايات الطافية ، مما خلق تلوّث فضائي حول مدار الأرض ، قد يتسبب في إحداث عديد المخاطر على رُواد الفضاء و مركباتهم مثل محطّة الفضاء الدّوليّة ISS.


هذه المشكلة معروفة لدى وكالات وشركات الفضاء التي ما فتئت أن بحثت لها عن حل ، ومن هؤلاء نذكر شركة Astroscale اليابانية التي كشفت في مقطع فيديو نُشر في 12 يونيو 2023 على قناتها على موقع يوتيوب YouTube كيف تنوي تسوية هذه المسألة ، وهنا ستستند على جهاز ELSA-M إختصارًا لـ (End Of Life Services by Astroscale – Multiples) ، وقد عرّفته الشركة بأنه "المزود الرائد لخدمات نقل المعدّات المتعدد في العالم" أي أنها شبّهته بشركات نقل الأثاث التي يتم طلب خدماتها عند الإنتقال من المنزل ، لكن عِوض الأفرشة و الطاولات ففي هاته الحالة سيتم نقل الأقمار الصّناعية عبر الفضاء.


القمر ELSA-M


مع ELSA-M ، ستحصل Astroscale على قمر صناعي من فئة جديدة قادر على تتبع الأقمار الصناعية التي وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي ، وهنا سيُكمل مهمّته حيث سيقوم بالتقاطها لإيقافها عن الحوم حول مدارها (الذي تتجول فيه على الغالب بدون هدف) ثم إرسالها إلى الغلاف الجوي للأرض ، هذه استراتيجية البسيطة في التّعامل ستسمح بتفكك الأجسام الفضائية و إحتراقها.




كما يظهر في الفيديو ، تم تصميم ELSA-M للاقتراب من الجسم الفضائي المتروك و فحصه ، حالما يتم ذلك ، فإنه يجعل سرعة هبوطه تتطابق مع سرعة الحطام ، من أجل محاذاته و التشبّث به. بعد ذلك ، سيُخفض ELSA-M مدار القمر الصناعي المستهدف باستخدام محركات الدفع الخاصة به ، إلى أن يقوم بإطلاقه نحو مسار سير حُدّد له بإتجاه الغلاف الجوي للأرض ، هناك سيتم حرقه و تدميره ليتبقّ منه القليل من الأجزاء التي ستتحطّم على سطح الكوكب .


بالنسبة لمخططات Astroscale ، فتأمل الشركة بأن تُرسل ELSA-M إلى مدار أرضي منخفض في بداية عام 2025 ، حينها سيتم اختباره على قمر OneWeb ، و سيكون مزودًا بلوحة إرساء مغناطيسية ستُمكّنه من التّشبث بالقمر الصّناعي ، وإذا نجح الاختبار ، فستتمكن Astroscale من إعادة استخدام ELSA-M عدة مرات مع مختلف الأجسام الفضائية دون العودة إلى الأرض ، و تعد هذه الخاصيّة من أفضل مزاياه.


معضلة التّلوث الفضائي


رغم أن الابتكار الذي قدمته Astroscale يبدو واعدًا ، إلا أنه يمكن أن يتعرّض في حد ذاته للخطر من طرف الحطام الفضائي ، و بالأخص الأجسام التي لا تتّبع مسارًا معلومًا و تحوم في الفضاء بصفة عشوائية ، مما قد يؤدي إلى إتلاف ELSA-M عند حدوث تصادم ، خاصةً إذا علمنا أن التلوث الذي أصاب بعض المناطق في الفضاء الخارجي جعل منها أماكن يستحيل المنوارة فيها.


يميل الوضع أيضًا إلى المزيد من التدهور ، وذلك مع دخول الشركات الخاصة مجال الغزو الفضائي ، مثل SpaceX لمالكها Elon Musk ، التي قامت بإرسال كم هائل من الأقمار الصّناعية بغاية نشر شبكة Starlink لخدمة الأنترنات ، مما سيتعين على الجميع إيجاد طرق جديدة و أشمل لتنظيف الفضاء الخارجي ، حتى تتمكن البشرية من الاستمرار في استكشافه بصفة أأمن.

تعليقات